"احتجنا إلى مَن يقف بجانبنا؛ يرعانا ويستمع لحكاياتنا وما نمرّ به"
لبنان
رنا، ذات الأربعين عامًا، هي أم لبنانية لثلاثة صبيان وفتاة واحدة. زوجها عاطل عن العمل. وتسكن في سير الضنية شمال لبنان.
حضرت رنا جلسات عن بعد للدعم النفسي الاجتماعي حول التربية الإيجابية وجلسات التوعية حول موضوع الزواج المبكر، والتي هدفت إلى تعزيز تدابير الحماية؛ تحقيقًا للتطور الذاتي والحياة الطبيعية للأطفال والبالغين المتأثرين، من السكان السوريين واللبنانيين.
وحول هذه التجربة، قالت رنا بابتسامة على وجهها: "تعلّمت من الجلسات كيف أحسّن علاقتي بأطفالي. وشعرت أيضًا براحة كبيرة خلال الجلسات، فقد وجدت فيها أخيرًا مكانًا يمكنني من التعبير عن نفسي."
وأضافت: "عزّزت الجلسات صمودي، وأعانتني على التخفيف من القلق الذي كنت أشعر به خلال الأوقات العصيبة، وعدم الاستقرار الذي شعرت به فترة الإغلاق. ورُغم أنّني كنت عرضة للمشاعر السلبية، إلّا أنّ الجلسات مكّنتني من التخلص من أفكاري السيئة."
"إنّنا نحمل الكثير من الأعباء على أكتافنا، واحتجنا إلى مَن يقف بجانبنا؛ يرعانا ويستمع لحكاياتنا، وما نمرّ به."
في فترة تفشي فيروس كورونا، خُطِبت ابنة رنا، وكانت رنا تُخطط إلى تزويجها في أسرع وقتٍ ممكن رُغم أنّها ما زالت بعمر 17 عامًا فقط.
بعد حضور جلسات التوعية حول الزواج المبكر، فكّرت رنا كثيرًا، وقرّرت عدم إرغام ابنتها على الزواج في وقتٍ قريب، ومنحها المزيد من الوقت للتعرّف على زوجها المستقبلي قبل أن تتسرع إلى زواج غير ناضج.
وأضافت رنا: "كانت جلسات التربية الإيجابية مجزية كثيرًا بالنسبة لي أيضًا؛ فمنها تعلّمت الاستماع إلى أطفالي، ودعمهم في حل مشكلاتهم، ولا سيما ألّا أحتد معهم؛ إذ يحتاج أطفالي إلى الحب والعطف الدائميْن."
"تعلّمنا أيضًا أنّ التربية الإيجابية هي مسؤولية مشتركة بين الأب والأم، ويجب علينا أن نفهم أنّ لأطفالنا حاجات مختلفة كلّما كبروا."
وأنهت رنا حديثها قائلةً: "طبّقت الدروس المستفادة من التربية الإيجابية مع عائلتي، وبإمكاني أن أرى الآن أنّني على تواصلٍ أفضل بأطفالي. أتمنّى حقًا أن أتمكن من حضور المزيد من جلسات برنامج قدرة، إذ إنّني شعرت بنفعها على نفسي، ولا سيما عند تعاملي مع عائلتي."
كتبت القصة: سمر قربان