© Qudra Programme

جدران سعيدة، مدارس سعيدة

طلبة سوريين وأردنيين يتشاركون في طلاء جدران مدارس في عمان، الأردن

© Qudra Programme

بتاريخ 3 آب 2017، قام عدد من أولياء الأمور السوريين والأردنيين من منطقة سحاب الصناعية جنوب عمان (الأردن) بالاجتماع لحضور الحفل الختامي لمشروع جداري مجتمعي قام أبناؤهم بتنفيذه. حيث قام طلبة مدرسة "أرقم بن أبي الأرقم" الحكومية، بأعمار 8-13 سنةً، باستخدام الفنون التعاونية لمدة أسبوع واحد لمعالجة قضايا تهم حياتهم وتعايشهم، والتي قاموا بكل فخر بعرضها أمام أولياء أمورهم والمجتمع المحلي.

وقبل أسبوع من ذلك، تم تنفيذ مشروع مشابه في منطقة نزال في شرق عمان، إذ قام الطلبة بصنع بيئة مليئة بالألوان في مدرستهم "نسيبة بنت كعب". وأثناء هذه الفعاليات، بدأ الطلبة الأردنيون والسوريون بالعمل معاً عبر ورش تعليمية بتوجيه من قبل فنانين من منظمة دولية مجتمعية للفنون العامة (Artolution) بإعداد التصاميم للجداريات. 

تم تنظيم هذه الفعاليات التفاعلية والمبهجة في إطار برنامج "قدرة" وهو مبادرة إقليمية ممولة من قبل الصندوق الاستئماني الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية "صندوق مدد" والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)- والمنفذ في الدول الشريكة وهي الأردن، ولبنان، وتركيا، وشمال العراق. ويسعى برنامج "قدرة" إلى تعزيز مستوى الصمود لدى اللاجئين السوريين، والنازحين، والمجتمعات المستضيفة استجابةً للأزمتين في سوريا والعراق من خلال توفير دعمه عبر خمسة أهداف محددة. حيث قام فريق مكون البنية التحتية للمدارس في برنامج "قدرة"، ومن خلال مشروع "جدران سعيدة، مدارس سعيدة" بأخذ البرنامج خطوةً للأمام والمساهمة في تحقيق واحد من الأهداف الرئيسية للبرنامج: تحسين الظروف في المدارس وتوفير وضمان وصول دون تمييز إلى فرص التعليم النظامي وغير النظامي لأطفال المجتمعات المستضيفة واللاجئين السوريين.    

© Qudra Programme

عمل مشروع "جدران سعيدة، مدارس سعيدة- على اختيار مواضيع الجداريات واستحداث الرسومات، إلى القيام بشكل مشترك بطلاء جدران المدارس- بتعزيز التفاعل بين الأطفال الأردنيين والسوريين، والذي يدرسون في المدارس نفسها لكن لا يوجد تفاعل يذكر بينهم. ويعود السبب في ذلك إلى تدفق اللاجئين السوريين من الدول المجاورة مما أدى إلى اكتظاظ المدارس الحكومية في الأردن. وقامت نحو 200 مدرسة بمضاعفة قدرتها الاستيعابية في الأردن من أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين السوريين من خلال تشغيل نظم الدوام ذو الفترين في المدراس بحيث يذهب الأطفال الأردنيون إلى المدرسة في الصباح والسوريون في فترة ما بعد الظهيرة. بالتالي، شكلت الورش الفنية والجداريات منصات مشتركة للطلبة من أجل التجمع معاً لتحقيق هدف مشترك ومناقشة المستقبل الذين يودون رؤيته في مدارسهم. ومن خلال دعم وتوجيه ميسري (Artolution)، تمت ترجمة أفكار الطلبة إلى تركيبة مترابطة، ما ساهم في إنتاج رسومات تعاونية على جدران المدارس. وشكل "الأردن واحة أمان" للاجئين و"امرأة تقليدية صامدة" موضوعيين رئيسيين للجداريات مع أمل بمستقبل أفضل للاطفال المشاركين .    

سعى مشروع "جدران سعيدة، مدارس سعيدة" إلى تكملة تدابير إعادة التأهيل التي قامت بها الوكالة الألمانية للتعاون الفني في المدارس المكتظة لتحسين ظروف التعلم للطلبة. وقد أطلق المشروع عملية لإعادة الحس بالملكية في المدارس الحكومية في الأحياء الفقيرة وكذلك تدريب المعلمين والفنانين المحليين لمواصلة تنفيذ مشاريع مشابهة في مدارس حكومية أخرى في الأردن.