10 أشهر من التصميم النظري تؤتي ثمارها في عمَان

عقب تنظيم مختبر مدد الإقليمي الأول للابتكارات في العاصمة اللبنانية بيروت، والذي ركَز على السؤال التوجيهي المتمثل في "كيف يمكننا تحسين مقاييس تنمية المهارات لدى اللاجئين السوريين، والمجتمعات المستضيفة، والنازحين داخلياً؟"، تم عقد الاجتماع الثاني في عمَان بحضور 30 مشاركاً قاموا باستعراض نماذج أساسية عكفوا على تطويرها لمدة 10 أشهر. وقد سعت الحلول التي قاموا بتطويرها إلى الإجابة عن السؤال التالي:

كيف يمكننا تحسين مقاييس تنمية المهارات لدى اللاجئين السوريين، والمجتمعات المستضيفة، والنازحين داخلياً؟

"يكمن الابتكار في العمل معاً للعثور على حلول مختلفة تحدث التغيير المنشود"

السيدة جورجيا جاروفالو كورنارو، الملحق للصندوق الاستئماني الأوروبي "مدد"، بعثة الاتحاد الأوروبي إلى الأردن.

قام برنامج "قدرة"، والذي يهدف إلى تعزيز الصمود لدى اللاجئين السوريين، والنازحين داخلياً، والمجتمعات المستضيفة استجابةً للأزمتين في سوريا والعراق، باستضافة عدد من المختصين من كل من الدول الشريكة، بما في ذلك الأردن ولبنان وشمال العراق وتركيا، والذين يأتون من خلفيات ومؤسسات مختلفة تنشط في مجال تنمية المهارات.

تضمنت الفعالية، والتي حققت نجاحاً لافتاً، عدد من الكلمات لمتحدثين رئيسيين، وعروضاً تقديميةً على المستوى الوطني، وتمارين جماعية، ونقاشات وجلسات عامة لتقديم التغذية العكسية للحلول المطورة من قبل المشاركين. وعبَر المشاركون عن حماستهم كونهم أصبحوا قادرين الآن على الشروع في عملية تنفيذ أفكارهم.

تم تخصيص اليوم الأول من الورشة لإجراء زيارة ميدانية للمشاركين إلى مجمع الملك حسين للأعمال. وقد تم إنشاء مجمع الأعمال بغرض دعم وتطوير المشاريع الناشئة والطاقات المبدعة للشباب الأردني وتحويل النماذج الأساسية إلى مشاريع ناجحة. حيث أتيحت للمشاركين الفرصة للاطلاع على أمثلة لتنفيذ واستدامة النماذج الأساسية. وشكلت الزيارة الميدانية أرضيةً تفاعليةً للمشاركين لاكتساب فهم معمق للإجراءات الضرورية لإعداد النماذج الأساسية.  

تضمنت المواقع التي تمت زيارتها شركات رائدة في الاستثمار الأولي ومسرعات أعمال مثل (Oasis500، Zinc، Ipark)، والتي تقوم بمساعدة رواد الأعمال على تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة داخل حرم الابتكار. كما تمت زيارة شركات ناشئة ناجحة مثل مدفوعاتكم وطماطم أثناء الرحلة الميدانية، مما أعطى المشاركين فرصةً للاطلاع على الأعمال التي ازدهرت من خلال الابتكار، والنماذج الأساسية، والتمويل الأولي، وتمكنت من الصمود وتحقيق الاستدامة.

بدأ اليوم الثاني من مختبر مدد للابتكارات بخطابات افتتاحية ملهمة، إذ شددت الدكتورة مايكلا باور- المدير القطري للوكالة الألمانية للتعاون الفني (GIZ) في الأردن ولبنان، على أن لم تكن هنالك أي خطة عملية للحلول وأن موضوع تنمية المهارات يعد بالغ الأهمية في المنطقة.

وتم توزيع المشاركين على مجموعات بحسب فرقهم الوطنية والتي قاموا من خلالها بنشر نماذجهم الأساسية التي قاموا بإعدادها على مدار 10 أشهر. وقد حددت الحلول متعددة الأوجه المعدة من قبل المشاركين العديد من نقاط الدخول للإجراءات المتعلقة بسوق الوظائف وطرح أفكارهم. بناءً على ذلك، تم تخصيص تمويل أولي صغير من صندوق مدد للابتكارات لدعم تحقيق المبادرات الموجهة بالطلب، وتمكين المشاركين من نقل مشاريعهم من المرحلة النظرية إلى النماذج الأساسية وتنفيذها.  

وأثناء كلمتها الرئيسية، أشارت السيد حمدان يعقوب- رئيس دائرة اللاجئين السوريين، وزارة العمل الأردنية، إلى أهمية التعاون بين الحكومة الأردنية، والاتحاد الأوروبي، والحكومة الألمانية.

وعقب مرور يومين، استطاع مختبر مدد للابتكارات تحقيق غاياته الأساسية في تعزيز التعلم والتعاون المشترك بين الشركاء وأصحاب الشأن في البرنامج وإقامة شبكة للتعلم والابتكار تشجع الحلول المبتكرة والقائمة على البراهين في المنطقة.  

برنامج "قدرة" هو عبارة عن مبادرة إقليمية ممولة من قبل الصندوق الاستئماني الإقليمي الأوروبي استجابةً للأزمة السورية، "مدد"، والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، ويسعى إلى تعزيز الصمود لدى اللاجئين السوريين، والنازحين داخلياً، والمجتمعات المستضيفة استجابةً للأزمتين في سوريا والعراق. يتم تنفيذ البرنامج بصورة مشتركة من قبل الوكالة الألمانية للتعاون الفني (Deutsche Gesellschaft für Internationale Zusammenarbeit (GIZ) GmbH)، الوكالة الفرنسية للخبرة الدولية الفنية (EF)، الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية (AECID)، والوكالة المجرية للمساعدات (HIA) في الدول الشريكة للبرنامج وهي الأردن، لبنان، تركيا، شمال العراق.