برنامج "قدرة" في لبنان ينفذ تدابير التدريب المهني لغايات الشمول الاجتماعي والاقتصادي للشباب المستضعفين في لبنان
يستضيف لبنان، وهو بلد يبلغ تعداد سكانه 6 ملايين نسمة، حالياً نحو 1.5 مليون نازح سوري. وتشير الإحصائيات إلى لبنان يملك أعلى تركز للاجئين للفرد حول العالم، حيث أن واحد من كل أربعة أشخاص هو لاجئ. وفي ظل معدلات البطالة والفقر المرتفعةً بالأصل حتى ما قبل تدفق اللاجئين، لا يزال الوضع في البلاد متداع، مع وجود احتياجات مكثفة لتطوير القدرات لدى كل من النازحين السوريين واللبنانيين. ومن بين جملة من التحديات الأخرى، تشكل البطالة- وبخاصة في صفوف الشباب، والتي تعد أعلى بمقدار 3-4 مرات مقارنةً مع معدل البطالة العام في البلاد، عبئاً ثقيلاً على المجتمعات المستضيفة، مما يزيد من حدة التنافس على الوظائف والوصول إلى الموارد والخدمات.
يحاول برنامج "قدرة"- وهو مبادرة إقليمية ممولة من قبل الصندوق الاستئماني الأوروبي والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية- معالجة هذا الوضع ويسعى إلى تعزيز مستوى الصمود لدى كل من النازحين السوريين وأفراد المجتمعات المستضيفة في لبنان عبر تنفيذ عدة تدابير. ويتمثل الهدف الأسمى في تحسين الوصول إلى التعليم النظامي وغير النظامي والتدريبات المهنية وتعزيز التدريب المهني المعتمد، وبالتحديد للشباب والنساء، من أجل زيادة الفرص التعليمية والاقتصادية.
الطهاة الرئيسيين، ومساعدي طهاة، والنجارين الإنشائيين، والنوادل، والسعاة
في إطار هذا المسعى، قام برنامج "قدرة" ومؤسسة المخزومي، وهي منظمة أهلية لبنانية غير ربحية تعنى بمساعدة الأفراد على المساهمة بشكل أفضل في تحسين وضعهم الاقتصادي ونموهم الشخصي، بدمج قواهما في أيار 2017 لتوفير تدريبات قصيرة المدى بحسب الاحتياجات وموجهة حسب السوق ومتطلبات القطاع الخاص للسكان المتأثرين في منطقة طرابلس.
وخلال الفترة ما بين أيار-آب 2017، تلقى 73 شخصاً- ضمن الفئة العمرية 16-25 سنة، بحضور تدريبات مهنية قصيرة المدة كطهاة رئيسيين، ومساعدي طهاة، نجارين إنشائيين، ونوادل، وسعاة في بيئات عمل حقيقية. وقد استمرت كل دورة لمدة شهر واحد وضمت ما يصل إلى 18 مشاركاً. وقد جاء اختيار هذه الدورات محصلةً لتحليل معمق أجرته مؤسسة المخزومي، والذي تطلب تحقيقاً دقيقاً لظروف سوق العمل المحلي، واحتياجات القطاع الخاص في منطقة طرابلس، ودراسةً لقوانين العمل بخصوص النازحين السوريين، وأخيراً اختيار المشاركين على أساس معايير الهشاشة.
وقد أشارت أفصانا رضائي، والتي تعمل كمستشار للوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) لدى برنامج "قدرة" في لبنان إلى أن "عقد التدريبات في إطار ورش موثوقة- مثل "مطبخ حقيقي أو موقع إنشائي- يعطي المستفيدين أفضل مقدمة حول المهنة نفسها، كما يعمل ذلك على ربط المتدربين مباشرةً مع أصحاب العمل المحتملين حيث تعقد التدريبات في مواقعهم". وفي الواقع، وكنتيجة مباشرة لتلك التدريبات وعقب الحصول على شهادات إنجاز التدريب المعتمدة من قبل وزارة العمل اللبنانية، حصل 4 من المستفيدين على وظيفة. حيث يعمل أحمد جروا (سوري، 18 عاماً)، وطارق عباره (سوري، 17 عاماً) حالياً في مطعم (Nostra Casa) كمساعدي طهاة، بينما يعمل محمد الشغوري (سوري، 18 عاماً)، وكريم الشغوري (سوري، 25 عاماً) في قسم النجارة في شركة إنشائية.